لم يكن لقاء الملك سلمان في قصر اليمامة في الرياض، آخيرا بوزير الإسكان ماجد بن عبدالله الحقيل، وكبار مسؤولي الوزارة والمهتمين بالإسكان في القطاعين الحكومي والخاص، لم يكن لقاء اعتياديا أو استقبالا عابرا يبدأ وينتهي بالتشرف والسلام عليه وتبادل العبارات والأحاديث. بل كان لقاء عمل ولقاء تنظيم وحشد الخطط للمرحلة المقبلة في ملف هو الأهم بالنسبة للمواطن حيث السكن هو (أس) الحياة الكريمة ومطلب العيش الملح.
جاءت كلمات خادم الحرمين كأنها يد الحبيب حين يضعها على الجرح يطيب ويبرد، فقد قال الأب القائد: «إن توفير السكن الملائم للمواطنين وأسباب الحياة الكريمة من أولوياتنا وهو محل اهتمامي الشخصي، وما صدر أخيرا من تنظيمات وقرارات يصب – بمشيئة الله – بهذا الاتجاه، فالجميع يدرك ما توليه الدولة من رعاية واهتمام بهذا القطاع وما اعتمدت له من ميزانيات ضخمة.
هكذا يعلن الملك أن الشعب في قلبه وفي عقله أيضا، كون كل أولويات المواطنين في الاهتمام الشخصي للرجل الأول في البلاد وعلى رأس أجندة الأعمال المزدحمة لديه، فالمواطن أولا.. وهذا يعني رسالة طمأنينة يبعثها الملك إلى شعبه بأن الغد سيكون أجمل وليس كما يقول المحبطون والمحبِطون معا بشائعاتهم ومخاوفهم التي ملؤوا بها العالم الافتراضي.
وعندما أقول إن كلمات خادم الحرمين تشبه يد الحبيب، فإنني أنظر إلى هذا المشهد في عمقه ودلالاته، مشهد الحب الذي يكنه الملك سلمان لشعبه وأبنائه المواطنين والمواطنات، إنه مشهد يختصر أشياء كثيرة من سيرته قلبا وعقلا وحكمة وإنسانية في آن معا، فهو هنا يغدو منبعاً للسلام والنور والأمل.
والملك سلمان مهيب مثل مطلع الفجر..
شفاف كأنهار الغيب..
صادق كالحب من أول نظرة..
بل هو أكثر صدقا كأنما هو الحب الأول ذاته بنصاعته وطهارته وألقه الشفاف الجميل..
كل الناس في وطني وفي كل مكان يكنون للملك سلمان محبة خاصة وإعجابا كبيرا وتقديرا لا يوصف.. وهو يستحق المحبة والإعجاب والتقدير فهو ملك الحزم والحسم، شديد على الأعداء رحيم بشعبه.
هنا في كلام الملك سلمان في موضوع الإسكان وتوجيهاته العليا والتشديد عليها بالميزانيات الضخمة التي تم صرفها، هنا صار الحب إنسانا وشارك إنسانه لحظة الفرح العظيمة و(عبَّ) من نبعها الذي هو سلمان بن عبدالعزيز أجمل الماء وأعذبه وأحلاه وأصفاه.
هل قلت سلمان بن عبدالعزيز هكذا مجردا من (الألقاب) التي لا تكبر ولا تضيء إلا بسطوع الاسم في اسمه؟.. لأنه حين يختلط بهموم الناس يصبح واحدا منهم، يعيش أحزانهم ذاتها ويشعر بما يقلقهم. والأمر كذلك فعلا. إن أي لقاء يجمعه بالوزراء والمسؤولين، هنا أو هناك، يكون المواطن السعودي ومطالبه وحاجاته، محور الحديث بل كل الحديث، ويبرز فيه سلمان بن عبدالعزيز ملكا للحب والخير والنور والعطر والحق والصدق والنبل والطهر والجمال، قبل أن يكون ملكا للبلاد.
إنني لا أمدحك سيدي، كونك أكبر من الكلمات ومن المدائح: شعرها ونثرها ورسمها وأغنياتها ورقصاتها. عطرك أعلى وأطول وأعبق وأكثف وأكثر، بكثير الكثير، من عطر لغتي ومن كل عطور اللغة. عطرك يرد الحق لأصحابه وينصر المظلومين على الظالمين، والكلمات تعجز. عطرك يمسح عن الحزانى دموعهم، ويسكت أنين الموجوعين، واللغة لا تقدر. عطرك (واقع) والقصيدة حلم، عطرك (فعل) والحروف (قول).
إذن، سأمدح هذا الحب وأدعو له بطول العمر والبقاء:
(شعب): أبناء يقطرون حبا لوالدهم سلمان بن عبدالعزيز.
(ملك): أب يهمي حبا لشعب وضع روحه في (يد) تتسع بالأمانة والإخلاص والوفاء.
يحبك الشعب، ياسيدي، لأنك منه وفيه وله.
17 أبريل 2016