
في المدن والقرى لدينا تجد عدداً هائلاً من الأراضي البيضاء التي تتناثر حولها المساكن ويتناثر في هذه الأراضي الخالية المخلفات وتجوس الحشرات وتبدو في وجوه المدن الجميلة كأنها بقع من مرض البرص الذي يشوّه أي وجه مهما بلغ من الجمال.
وأصحاب هذه الأراضي البيضاء وبعضها شاسعة المساحة لا هم عمروها.. ولا هم باعوها على من يعمرها تركوها عمارها الشمس (لا تأكل ولا تشرب)! يقولون حبسوها وانتظروا! كل ما يعملونه هو الانتظار! وفي اعتقادهم أن الانتظار يرفع الأسعار.
وفوق أن ترك تلك الأراضي بيضاء خالية تجوس فيها الهوام والحشرات وتتطارد القطط وتشوه وجوه المدن والقرى فانها ايضا تزيد في استفحال مشكلة السكن بل معضلة السكن وأيضا يتضرر الساكنون حولها مراراً يتضررون من كونها مصدراً للروائح الكريهة ومرتعاً للحشرات ومكباً للنفايات ويتضررون حين تقسّم وتباع بعد سنين من إزعاج العمار وما يحدثه من ضجة وغبار وقلابات وحفارات وعمال يسرحون في الحي ويمرحون..
لقد فرح المواطنون بقرار مجلس الوزراء الموقر الصادر بتاريخ ١٤٣٦/٦/٣هـ بفرض رسوم على الأراضي البيضاء وإنهاء الآلية بشكل عاجل.. وهذا قرار حكيم فوائده لا تحصى.