لایخفى على من یسیر في بعض طرقات بعض المدن انتشار عدد من لوحات للإیجار) أو للتقبیل على واجھات المباني والمحلات التجاریة، وقد أدى انتشار ھذه اللوحات إلى انخفاضات في بعض أسعار الإیجارات في المساكن والمحلات التجاریة، وقد نشرت صحیفة مكة بالأمس تقریراً عن 6 عوامل أجبرت ملاك تلك الوحدات السكنیة والمحلات التجاریة على خفض الإیجارات ومنھا انتشار مشاریع الإسكان والتي استقطبت عدداً من باحثي السكن وأصبحت ھدف مستحقي السكن، وارتفاع عرض الوحدات السكنیة، كما ساھمت الرسوم المفروضة على المقیمین في خروج عدد من المقیمین وإخلاء الوحدات، كما أن انخفاض أسعار العقارات بشكل عام وبعض الأراضي بشكل خاص مكن البعض من شراء مساكن لھم بدلاً من الإیجار مما ساھم في خفض
الإیجارات، إضافة إلى ارتفاع أسعار المیاه والكھرباء والتي عمد بعض المستثمرین في تحویلھا على المستأجر مقابل خفض الإیجار إضافة إلى برنامج إیجار والذي حصر العقارات وأسعارھا في مكان واحد مما خلق منافسة بین المستثمرین.
یؤكد المختصون في الشأن العقاري بأن البلاد تشھد تصحیحاً لمسار أسعار العقار بعد أن واصل بعضھا ارتفاعاتھا الخیالیة في كثیر من المناطق خلال السنوات الماضیة مشیرین بأن متوسط الانخفاض كان في حدود 6 آلاف ریال على الوحدات والمحلات التجاریة؛ نظراً لسعي كثیر من المستثمرین والملاك التمسك بالمستأجر القدیم ولو بأسعار أقل بدلاً من وجود وحدات شاغرة في المجمع السكني أو التجاري خصوصاً في ظل وفرة عدد المعروض مقابل الطلب، في حین ذكر خبر نشر في صحیفة المدینة بالأمس بأن انخفاض الإیجارات في مدینة الطائف وصل إلى 30 %وھي ظاھرة لم تحصل منذ سنوات عدة مما یعود بالنفع على المستھلكین كما یساھم في إغلاق المحلات العشوائیة التي انتشرت وكانت بؤرة للتستر وأضرت بالاقتصاد الوطني.
أتمنى أن یساھم ھذا الانخفاض في أسعار الإیجارات في تشجیع شباب الوطن على إطلاق مشاریعھم الصغیرة وإقبالھم على التجارة في ظل تسھیل الإجراءات والقرارات التي تمكن الشباب من البدء في أنشطتھم التجاریة، كما تساھم في إقبالھم على الزواج وتكوین أسرة مستقرة بعد أن حالت أسعار الإیجارات المرتفعة دون تحقیق ھذا الھدف لكثیر من شباب وشابات الوطن.
انخفاض الإیجارات مؤشر واضح لانخفاض أسعار العقارات بشكل عام والذي تؤكده العدید من التقاریر والدراسات الاقتصادیة والمالیة ویأتي ھذا كله في إطار الجھود التي تبذلھا العدید من الجھات الحكومیة وفي مقدمتھا وزارة الإسكان لتصحیح مسار العقار في الوطن لیعود إلى وضعھ الطبیعي بعد أن وصل إلى ارتفاعات خیالیة أدت إلى تشویه صورة العقار وأضرت بالاقتصاد الوطني وخلقت العدید من المشاكل الاجتماعیة.