تعالیم الدین الإسلامي تدعو إلى عدم الإسراف قال تعالى (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وقال سبحانه (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بي ذلك قواما) وقد جاءت أھداف التنمیة المستدامة لتؤكد على أھمیة الحفاظ على الموارد وعدم إھدارھا واستخدامھا الاستخدام الرشید لتلبي احتیاجات الحاضر، ودون المساس بقدرة الأجیال القادمة على تلبیة حاجاتھا.
ولمواجھة جائحة كورونا (كوفید 19 ،(والتعایش معھا، من الضروري تحدید الأولویات في الحاجات، مع تبني سیاسات للاستھلاك الذكي، وما یشمله من ترشید الاستھلاك، على مستوى الدول والأسر والأفراد. ونعیش مواجھة جائحة كورونا (كوفید 19 (وما أحدثته من تبعات اقتصادیة في جمیع دول العالم، وما تبنتھ الدول من قرارات ومبادرات لمواجھة تلك التبعات، وكانت في مجملھا عبارة عن مبادرات لرسم الأولویات التنمویة ولترشید الإنفاق.
وفي المدن والقرى تبرز أھمیة التخطیط الذكي لاستعمالات الأراضي في تبني مفھوم الاستھلاك الذكي وترشید الاستھلاك وتقلیل الھدر. وقد أشرت في مقالات سابقة، (كورونا.. والتخطیط الذكي) و(كورونا… وأراضي مراكز الأحیاء)، إلى أھمیة وجود الخدمات داخل الأحیاء السكنیة وفق معاییر التخطیط المستدام، وبما یقلل ھدر الوقت والمال في مراحل الحصول على الخدمات.
التخطیط الذكي للمدن یساعد في إیجاد الإنسان الذكي الرشید، الذي یستھلك الموارد بذكاء ودون ھدر. كما أن التخطیط الذكي لاستعمالات الأراضي یساعد جمیع الفئات العمریة من السكان أن تعیش بیسر وسلامة وأمن، مع مراعاة الأبعاد الاقتصادیة والاجتماعیة والبیئیة والأمنیة والتعلیمیة والصحیة بذكاء.
وأخیرا ولیس بآخر، وفي مراحل مواجھة جائحة كورونا (كوفید 19 (والتعایش معھا، وھو ما یتطلب ترشید الاستھلاك، تبرز أھمیة التخطیط الذكي لأراضي المدن والقرى وبنیتھا التحتیة للحد من الاستھلاك والحفاظ على الموارد مراعاة لاحتیاجات جیل الحاضر وأجیال المستقبل، لتحقیق رؤیة المملكة الطموح 2030 وأھداف التنمیة المستدامة.