أطلق مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية (برنامج جودة الحياة 2020)، والذي يعتبر خطوة كبيرة وجادة نحو تحسين مستوى حياة المواطن، فرداً وأسرة، وتمتعه بالحياة في وطننا الغالي. وتم الاعتماد على مرتكزات أساسية خلال إعداد البرنامج وهي: تطوير بنى تحتية قوية وشاملة تحسن نمط الحياة في مدن المملكة، وتأمين خدمات شاملة للسكان لتلبية احتياجاتهم المعيشية، وتوفير إطار اجتماعي يمكّن تفاعل المواطنين والمقيمين، وتوفير خيارات ذات جودة عالية ومتنوعة لنمط الحياة، وتحفيز الناس على التفاعل وضمان مشاركتهم من خلال أنشطة وفعاليات خاصة بنمط الحياة والمجتمع كافة، وتحديد الإطار التنظيمي المطلوب لتمكين جودة الحياة في كافة الفئات، وبناء آليات للتمويل تشمل نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والحوافز والاستثمارات العامّة لتسهيل مشاركة القطاع الخاص، والتواصل مع جميع أصحاب المصلحة (المواطنين، القطاع الخاص، إلخ) لعرض التقدم الذي أحرزه البرنامج في كل الجوانب.
ووضع البرنامج أهدافاً وتطلعات متعددة في مختلف مناطق المملكة؛ لضمان تلبية متطلبات مختلف الشرائح الاجتماعية. وقد روعي في البرنامج التقييم الدقيق للمناطق حتى يتم تخصيص المشاريع بشكل دقيق، كما أُخذ بعين الاعتبار عند تصميم الخيارات والبنية التحتية الضرورية في مناطق المملكة الثلاث عشرة عامل عدد السكان ومتوسط دخل الأسرة والجغرافيا والمناخ وتفضيلات السكان والبنية التحتية الرئيسية المطلوبة. وتم تحديد 23 هدفا متعلقة ببرنامج جودة الحياة من بينها أربعة أهداف ترتبط بشكل مباشر بمفهوم نمط الحياة هي: تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، تحقيق التميز في عدة رياضات إقليمياً وعالمياً، تطوير وتنويع فرص الترفيه لتلبية احتياجات السكان، تنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة.
وهنا يأتي الدور المهم للتخطيط الحضري والإقليمي، إذ إن جودة الحياة من المعايير المهمة لقياس مدى تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تستهدفها عمليات التخطيط الحضري على مختلف مستوياتها، الوطنية والإقليمية والمحلية، وفي الريف والحضر على حد سواء. ومن خلال التخطيط الحضري والإقليمي يتم رصد المشكلات وتحديد الغايات والبرامج والمشاريع التي تحقق برنامج جودة الحياة. كما يساهم التخطيط الحضري والإقليمي في تحقيق برنامج جودة الحياة من خلال رسم المخططات العمرانية للمدن والقرى وإدارة تنفيذها بشكل ذكي ومتكامل؛ وبما يضمن الاستفادة من الموارد البشرية المتخصصة والموارد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتاحة، وبما يحقق حماية البيئة والترابط الاجتماعي وتعزيز دور القطاع الخاص والمشاركة في الارتقاء بجودة الحياة في المدن والقرى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأخيرا وليس آخرا إن إطلاق مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية لبرنامج جودة الحياة 2020 يعد من الآليات المهمة التي تساهم في إنجاح البرامج التنفيذية التي سبق إطلاقها لتحقيق رؤية المملكة 2030؛ إذ إن «برنامج جودة الحياة 2020» يلعب دوراً مهماً في قياس وتقييم مدى الإنجاز وجودته في تلك البرامج خلال مراحل تنفيذ الرؤية وأثارها على الإنسان وفي المكان.