ما زلنا مع لقاء سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وفقه الله، وما زال مضمونها الوافي يُغري الكاتب بأن يسترسل، ويشد القارئ إلى أن يتابع بلهف ويستمتع؛ لما احتشد فيه من المعلومات القيِّمة، والبشارات النَّيِّرة، والغرض في هذه الحلقة من السلسلة المباركة تسليط الضوء على بعض النقاط التي لامست بعض هموم المواطن في خطاب سموه الكريم وفقه الله، فمن ذلك إضافة إلى ما تقدم:
2- البطالة: ذلكم الاسم الذي يكفي مجرد سماعه للنفرة منه؛ لما يحمله من ظِلَالٍ مُخيفةٍ تتمثَّلُ في صورٍ منها ما هو بدهيٌّ يَعِي الجميع ما ينطوي عليه من المصاعب، وما يجرُّ من المتاعب، كانعدام مصادر الرزق، وكون العاطل كلّاً على غيره، ومنها ما هو أعمق من ذلك ككون العاطل عرضة لفقد الإحساس بقيمته الشخصية، فَيَهُونُ عليه الانغماس في بعض التجاوزات الأخلاقية من ممارسة الجريمة بكافة أنواعها، كاللجوء إلى السطو، ونحوه لإشباع بعض رغباته، والاسترزاق بالوسائل المـُـعْوَجَّة التي تضرُّ بالمجتمع كترويج الممنوعات، وتهريب المتسللين، ومجهولي الهويات، وضخِّ المخالفين لأنظمة البلد في المدن، وغير ذلك، ولا يُقْصَدُ بهذا أن طبيعة العاطل الانجراف في هذه المهاوي، بل المراد أن البطالة من شأنها أن تُعَرِّض الشخص لذلك، ومن تبعاتها الأخرى تعطُّلُ المواهب والطاقات التي يَزْخَرُ بها الشباب ويَظَلُّ كثير منها كامناً ما لم يُسْتَثَر أثناء مزاولة العمل، وقد طَمْأَنَ سمو الأمير وفقه الله الجميع بشأن البطالة متحدثاً عن إطلاق حزمة من البرامج سيكون لها أثرها الإيجابي على تخفيض نسبة البطالة؛ لما ستوفره تلك البرامج من الوظائف، وهذه بشارة عظيمة؛ فإن انخفاض البطالة يعني لنا الكثير؛ لما ينطوي عليه من تحمل شبابنا وفتياتنا مسؤولياتهم تجاه الدين والوطن والمجتمع؛ وانخراطهم في الحياة على الوجه اللائق المشرف لهم.
3- الإسكان: والذي كان من هموم المواطن القديمة والمتجددة، ولا غضاضة في ذلك فإن الله تعالى قد جبل ابن آدم على الاهتمام بشأن المأوى، ولما امتن الله على أبينا آدم عليه السلام وأمِّنا حواء بإحلالهما الجنة، قَدَّمَ تسويغ السكنى لهما على إباحة الأكل من طيباتها، فقال: «وَيَآءَادَمُ اسكن أَنتَ وَزَوْجُكَ الجنة فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا».
ولا ريب أن قيادتنا الرشيدة تدرك أهمية توفير السكن الملائم للمواطن، وتعي مدى إسهام ذلك في عيشِهِ العيشة الكريمة التي لا تألو جهداً في كل ما من شأنها أن يَنْعَمَ بها، وقد حَمَلَ سمو الأمير محمد بن سلمان وفقه الله تعالى البشارة حول هذا الموضوع ممثلة في النقاط التالية:
أولاً: توزيع مئات الآلاف من الوحدات السكنية المجانية في برنامج الإسكان.
ثانياً: توفير أكثر من مليون وحدة سكنية ميسرة للمواطنين ببيع ميسر، أو بالإقراض من صندوق التنمية العقاري.
ثالثاً: إسكان من المستثمر الرئيس (الحكومة) تبيعه بشكل ميسر، وبسعر مخفض للمواطن السعودي طويل الأمد.
وقد جاءت تصريحات سموه الكريم وفقه الله في هذا الجانب ساحبة البساط تحت أقدام من يضرب على وتر الإسكان؛ ليوسوس إلى المواطن العادي أن غلاء السكن سيبقى كابوساً يجثم على صدره، وأن الحكومة متقاعسة عن الوقوف بجانب المواطن فيما يتعلق بتوفير السكن له.