استغلال الفرص إذا أتيحت من أسس الإدارة الناجحة على المستوى العملي والأسري والاجتماعي وبأسلوب نظيف بعيدا عن الاستغلال السلبي أو الفساد. مشكلتنا الأساسية كمجتمع الاتكالية في معظم شؤوننا والخوف بلا مبرر والانتظار الطويل لأمور مصيرية ومنها تأمين مسكن للأسرة إلى أن نصل مرحلة اليأس أو عدم القدرة على التعامل مع الوضع بأسلوب واقعي وتحمل للمسؤولية ومن ثم إلقاء اللوم على الآخرين.
نحن أمام واقع اجتماعي يعج بالكثير من التناقضات والمشاكل التي تراكمت وكنّا سببا رئيسا في صنعها مع عدم القدرة على الاستفادة من التجارب السلبية وتحويلها إلى وقود يدفعنا لتصحيح الأخطاء وتلافيها.
كثير من الفرص أتيحت لأرباب الأسر طوال العقود الثلاثة الماضية لشراء أرض أو تملك منزل بنظام الاقتراض وكانت الأراضي والمساكن ضمن قدرة متوسطي الدخل ولكن التسويف وعدم وجود ثقافة تأمين المسكن تسبّبا في تأخير القرار إلى أن وصلت الأمور إلى مرحلة صعبة وهؤلاء إلى مرحلة اليأس وعدم القدرة بسبب ارتفاع أسعار الأراضي والسلع والخدمات وزيادة عدد أفراد الأسرة، وللأسف كانت معظم الأموال تصرف في أمور استهلاكية فيما عدا فئة قليلة كانت حريصة وسباقة للاستفادة منها.
هناك حلول متاحة وإن كانت مكلفة في بعض الأحيان مثل الاقتراض من البنوك بنظام الرهن العقاري وكذلك قروض الصندوق العقاري التي تجمدت لدى شريحة كبيرة من المقترضين ولكنها أفضل من الانتظار الطويل الذي قد لا يأتي خصوصا أن الادخار ليس في قاموس معظم مواطنينا، وسيأتي من يقول كيف ندخر والأسعار غالية والاحتكار وتضخم الأسعار، وهذه حقائق لكن إلى متى؟
يضاف لضعف الادخار أو انعدامه، عدم وجود قنوات استثمار يمكن الاستفادة منها في حال تأجيل قرار الشراء فيما عدا سوق الأسهم الذي اكتوى بناره آلاف المواطنين البسطاء ممن تم شفط جيوبهم ومعظمهم اقترض لعشر سنوات على الراتب! ومعلوم أن سوق الأسهم يخضع لسيطرة مجموعة لديها القدرة على المضاربة في الأسهم واصطياد الفرائس كما هو الحال في العقار.
عندما يعيش الفرد صراع الرغبة والحاجة للمسكن (الموقع والمساحة) فقد لا يصل إلى قرار سريع وعملي وقد يكون التأجيل سبباً في تراكم الخسائر المادية والمعنوية، لذا قد يكون تخطيط تملك المسكن مبني على الحاجة في مراحله الأولى إلى أن تتحسن الأحوال ويزيد الدخل وقد تأتي فرص يكون فيها العقار عند مستويات مناسبة ومقبولة.
يبقى أن كل فرد مسؤول من أسرة أو قائم على عائلة، وأيضا الجيل الجديد من الشباب أن يضع الإسكان في قائمة أولوياته بدلًا من التسويف والانتظار إلى أن تصل الأمور إلى مراحل متقدمة يستحيل معها الحل.
ليس على الجميع أن ينتظر الحكومة لتحل مشكلة الإسكان فهذا غير منصف! فأنت من يؤمن سكنك وأسرتك.