البعض ينتقد أداء وعمل وزارة الإسكان، اعتقادا منه أن كل الحلول بيدها، وهذا غير صحيح كليا، ومثال ذلك “التمويل” فهي مرتبطة بمؤسسة النقد التي لها شروطها وضوابطها وقواعدها، فأين القرض المعجل؟ وأين الرهن العقاري؟ وأين منتجات تمويل أخرى، مثال لماذا لا يستفاد من أموال “بيت المال” فهي بمليارات الريالات فلماذا لا تستخدم في التمويل وتستثمر، أو الوقف والريع الآتي منه “مثلا”، أزمة السكن في شرط أساسي منها هو “التمويل” فهناك فجوة بين القدرة لمحتاج السكن وقيمة السكن، فكيف تغلق أو تقرب هذه الفجوة؟ الدعوة العاطفية ومن يقود الرأي “العاطفي” وبعض من يكتب بذلك وهو بعيد جدا عن التخصص أو المعرفة الاقتصادية والمالية ماذا يتوقع من حلول؟! انخفاض الأسعار؟ لنفترض السكن بقيمة بمليون ريال وانخفضت إلى 600 ألف ريال يعني 40% فهل هو قادر على الشراء من يستلم راتب 8000 ريال وأقل؟ لا تعرف كيف يمكن تملك منزل بدون تمويل، هل يكون مجانا..؟! هذا ما نتمناه ولكن ليست الدولة يمكنها ذلك فهي مكلفة وعبء كبير يفوق قدرة الدولة على تحمله خاصة ونسبة الحاجة للمنازل كبيرة، لن توجد حلول للسكن بدون أدوات تمويل، والقروض السكنية لم تتجاوز لدينا 120 مليار ريال فكم تشكل هذه من الناتج القومي؟ لا تصل حتى 10%، وكثير من الدولة تمول عقاريا بما يصل ويتجاوز الناتج القومي، والمملكة ناتجها يقارب 2،8 تريليون ريال، بمعنى قدرة على التمويل العقاري لنفترض تريليون ريال، يصورها البعض أنها كارثة وهي دعوات عاطفية لا تعني شيئا حقيقة وقلة من الفهم والوعي، وكأنها تورط الناس، والقروض الاستهلاكية اليوم تقارب 340 مليار ريال ولا تجد لها احتجاجات أو دعوات أو ردود فعل رغم أنها استهلاكية لا منتجة، والعقار هو أصل وسكن ويوفر قيمة إيجار وأمان.
رسخ البعض مفهوم لا تشتري، وكأن الحل هو الانتظار والانتظار وكأن الطلب لا ينمو ولا تكاليف العمالة “المقاولات” لا ترتفع ولاشيء يتغير، وخلال هذه الفترة من ركوة وبطء عقاري لسنتين الان وقبلها دعوات مرت عليها سنوات، هل زاد عدد ملاك السكن ونسبتهم؟ لا بالطبع بل الطلب يرتفع، والنمو السكاني لا يتوقف، وهل الدخل يرتفع للمواطن من خلال أي متغيرات خاصة أنهم أصحاب الدخل الثابت، لا حلول للسكن بدون تمويل، ومن يقدم حلول “انتظر” أو أي متغيرات، فهي لا تعني سد الفجوة الكبيرة بين قيمة السكن والقدرة الشرائية التي لن يسدها إلا التمويل غير المكلف وبأقل سعر ممكن، بدون شحذ همم وعواطف لم تقدم الحلول لسنوات.