لطالما سمعنا النصيحة العقارية التي تقول أن شراء المنزل أرخص من استئجاره، ولكن تلك المقولة ليست قاعدة عامة، وإنّما تختلف باختلاف مكان المنزل، وأسلوب حياة المشتري.
فجميعنا يحلم بامتلاك منزل ، لكن هناك العديد من العوامل التي تجبرنا على التريث في اتخاذ قرار مهم كهذا، منها على سبيل المثال كم من الوقت تفكر بالبقاء في المدينة التي ستشتري المنزل بها، وما هي التكاليف الشهرية لامتلاك منزل في تلك المدينة، وغيرها العديد من العوامل التي سنسلط عليها الضوء في هذه المقالة.
إنّ هذه المعضلة لا تواجه الشباب في مقتبل العمر فقط، ولكنها أيضاً تواجه ذوي أعوام من الخبرة الطويلة الذين انتقلوا إلى مدينة ما للعمل فيها، والأشخاص الذين قاموا ببيع منزل العائلة، وبدؤوا بالبحث عن منزل آخر، وغيرها من الحالات المتعددة.
لا يجب أن يكون القرار المتعلق بالاستئجار أو الشراء للمنزل مبني على العاطفة، ففي بعض الأحيان يكون شراء بيت كبير أنسب من استئجار بيت صغير، إذا كنت قادر على تحمّل تكلفة الدفعة الشهرية.
وبشكل مختصر، قم بالإجابة على الأسئلة السبعة التالية لتقرر فيما إذا كان من الأفضل أن تشتري أو تستأجر منزلاً:
1- كم من الوقت تتوقع أن تعيش في هذا المنزل؟
كلما كانت مدة إقامتك بالمنزل أكبر، كان خيار الشراء مرجح على خيار الاستئجار، وخصوصاً أن عمليات البيع والشراء تخفي خلفها مصاريف ليست بقليلة، منها رسوم الشراء وتحويل الملكية، وتكلفة قرض المنزل، وهي تستهلك وقتاً وجهداً غير قليلين، إذا كنت تخطط للبقاء أقل من خمسة أعوام في المدينة التي تعمل بها، فالخيار الأفضل لك هو الاستئجار.
2- هل تمثل تغير الظروف والتقلب في أسعار العقارات مشاكل كبيرة بالنسبة لك؟
ظن بعض الناس الذين اشتروا منازل صغيرة في 2005 أنّ بإمكانهم بعد عدة أعوام القيام ببيع المنزل وشراء منزل أكبر، ولكن بعد حدوث أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة والكثير من دول العالم، وجدوا أنفسهم في مشاكل كبيرة بسبب الانخفاض في أسعار العقارات الناتجة عن هذه الأزمة، وعلى أيّ حال فإنّ معدل ارتفاع أسعار العقارات بشكل عام أبطأ بكثير مما كان عليه قبل أزمة الرهن العقاري.
فإذا كان التقلب في أسعار العقارات يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لك، فيفضل أن تقوم باستئجار منزل على أن تقوم بالشراء.
3- ما هو مقدار الاستقرار الذي تعيش فيه على صعيد العمل والحياة؟
إذا كانت أعمالك غير مزدهرة، وآخذة بالتراجع، أو إذا كنت في وظيفة لست براضٍ عنها، أو إذا كنت قد أسست شركة للتو، وأنت غير متأكد من نجاحها أو بقائها في البلد نفسه، ففي هذه الأحوال كلها، قد لا يكون شراء عقار والالتزام بدفعاته لفترة طويلة هو الخيار الأفضل، أو إذا كنت مرتبطاً مع أحدهم وتفكر بالانتقال إلى مدينته والزواج منه، أو إذا كنت تخطط للانتقال من مدينتك لأي سبب آخر، فيفضل أن تستأجر منزل، خصوصاً أنّ عملية شراء منزل وبيعه تستغرق وقتاً ومالاً لا بأس به.
4- هل قمت بالمقارنة بين تكاليف شراء منزل وتكاليف استئجاره؟
قم بالاستفادة من الرياضيات للمساعدة في اتخاذ القرار، تأكد أن تأخذ بالحسبان كافة المصاريف التي تتعلق بامتلاك منزل، والتي تختلف من مدينة إلى أخرى، من هذه المصاريف التي يجب الانتباه لها، الشريحة الضريبية التي ستخصص لك، ومصاريف التأمين، ورسوم خدمات المنزل، وتكلفة شركات الصيانة السنوية إن وجدت، وغيرها من المصاريف الأخرى التي قد لا تكون واضحة، وقد تكون مصاريف شراء منزل أكبر من مصاريف الاستئجار، ولا تنسى أن مصاريف الماء والكهرباء والغاز قد تكون متضمنة في أجرة المنزل التي تدفعها في بعض الأحيان.
5- هل تمتلك دفعة أولى لشراء منزل؟
بعض القوانين تسمح لك بشراء منزل عبر قيامك بتسديد دفعة أولية لا تتجاوز 3.5% من قيمة المنزل، ولكن في السوق وبسبب المنافسة بين التجار، قد تجد أنّ بعض الشركات تطلب دفعة أولية كبيرة لشراء المنازل التي تبنيها، بالإضافة إلى ذلك، كلما زادت قيمة الدفعة الأولى نقصت دفعة الرهن العقاري، وأيضاً يؤدي ذلك إلى انخفاض الدفعة الخاصة بالتأمين على الرهن العقاري.
6- هل لديك مدخرات للقيام بعملية صيانة وتأهيل للمنزل الذي ستشتريه؟
معظم المنازل، حتى الجديد منها يحتاج في بعض الأحيان إلى صيانة قبل أن تنتقل للسكن فيه، فمن أعطال سخانات المياه إلى تسرب المياه من الأنابيب، إلى دهان الغرف، وغيرها من الأعطال التي يجب عليك إصلاحها قبل الانتقال للمنزل الجديد، لا بد من أخذ كل هذه المصاريف بالحسبان، قبل اتخاذ قرارك بالشراء، لأنّ بعض هذه الأعطال قد تتطلب منك اتّخاذ قرار بعمل صيانة شاملة للشقة، مما قد يكبدك مصاريف ضخمة.
7- كيف سيؤثر قيامك بصرف الدفعة الأولى لشراء منزل على وضعك المالي؟
عندما تقوم بتسديد الدفعة الأولية لشراء منزل، فإنّ المال الذي ستدفعه لن يعود عليك بالأرباح كما لو أنك كنت تستثمر فيه، كمثال على ذلك، قد تجد أن الفرصة مواتية الآن للدخول في مشروع مع صديقك الذي يحتاج إلى تمويل، والبقاء في المنزل المستأجر، ريثما يعود رأس مالك ببعض الأرباح، أو أنك قد تجد الفرصة مناسبة لشراء بعض الأسهم في بورصة دبي، عندها قد يكون من الأفضل بالنسبة لك أن تقوم باستئجار منزل، والقيام باستثماراتك من خلال المال الذي كنت ستسدد به الدفعة الأولى، ولذلك يفضل دائماً النظر للبدائل والقيام ببعض الدراسة لتقرر أيّهما أفضل لك.