بھذا السؤال الحاد.. حاول مذیع قناة الحوار (إحدى القنوات التي یُ ِّمولھا نظام الحمدین لمھاجمة السعودیة)، مفاجأة أحد المواطنین السعودیین البسطاء الذي اتصل على القناة لتبیان حقیقة ما سمي بحراك ١٥ سبتمبر!.
المذیع الذي اعتاد اصطیاد بعض السعودیین البسطاء وإرباكھم بأسئلة، تُظھرھم أمام المشاھدین بمظھر العاجز، من أجل خلق حالة عامة من التذمر والسخط، لم یتوقع إجابة المواطن غیر المتعلم الذي أفحمه بالقول: ومن قال لك إن الوطنیة تُقاس بالسكن؟!.. ما تقدمه بلادنا لمواطنیھا وللعالم أعظم بكثیر من مجرد توفیر سكن.. بدءًا بالعدل والأمن، وغیر انتھاء بالاحترام.
نشر الإحباط والضجر بین الشعوب من أقدم وأقبح أدوات الخبث الإعلامي، والسؤال الذي حاول به المذیع توسیع ما یُعرف في أدبیات الإعلام السیاسي بـ(فجوة الاستقرار)، وھو مصطلح یعني افتعال مقارنات بین ما ھو قائم من خدمات، وما ینبغي أن تكون علیه، بھدف زعزعة ثقة المواطن، وخلق حالة عامة من التذمر والاحتقان الشعبي في المجتمع، ھو محاولة مكشوفة للقناة التي دأبت على ھذا العمل منذ افتتاحھا في العام ٢٠٠٦ بأموال قطریة، وتحت إدارة المرتزق اللندني عزام التمیمي.
لاشك أن مشكلة السكن في السعودیة ھي مشكلة حقیقیة تؤرق بعض شرائح المجتمع السعودي، لكن تعثرات وزارة الإسكان واجتھاداتھا، التي لم یُحالف التوفیق بعضھا، لم تُنس المواطن الجھود الكبیرة التي بذلتھا وتبذلھا الدولة في ھذا الاتجاه منذ العام 1975م، وقد فات على المذیع وشلّته من مرتزقة لندن، والذین استنبطوا سؤالھم من الحراك الیومي السعودي في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، أن نقد أداء بعض الوزارات والخدمات العامة الذي یمارسھ السعودیون في مختلف وسائل الإعلام، لا یعني تجردھم من وطنیتھم، ولا بیعھم لوطنھم، ولا إنكار ما تقدمه دولتھم لأبنائھا وضیوفھا وزوارھا من خدمات.
إجابة المواطن إجابة مثالیة من الناحیة الوطنیة، لكنھا تتطلب بالمقابل من الوزارات والمؤسسات الخدمیة، بذل أقصى طاقاتھا من أجل تقلیص فجوة الاستقرار التي قد یشعر بھا البعض تجاه بعض الخدمات، قطعًا للطریق أمام الإعلام المغرض، خصوصا في ظل ما تُوفِّره حكومة خادم الحرمین الشریفین لتلك الوزارات من دعم غیر مشروط ولا محدود.