على الرغم من أن الإقرار بالإخفاق فيه شجاعة متناهية، ولو أنه تأخر كثيراً، إلا أنّه لا يكفي لحل المشكلة، ويعتبره المخططون أولى خطوات الحل، محذرين من الوقوف طويلاً عند هذه المرحلة.
ما فعله معالي وزير الإسكان، ماجد الحقيل، في لقائه مع رجال وسيدات أعمال في المنطقة الشرقية، من اعترافه بإخفاق وزارته في برامجها الاستراتيجية أمرٌ يُشكر عليه معاليه، إلا أن لدينا توجسا من ذرّ الرماد في العيون، أو إعطاء حقنة تخدير لبعض الوقت.
يا معالي الوزير، نحن لا نشك، للحظة واحدة، في إخلاص معاليك للوطن والقيادة، أو في سعيك لتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة، في إسعاد المواطن، وتوفير سبل الراحة له، التي من أولى الأولويات فيها، بيت يأوي إليه، ولكننا نأمل من وزارتكم الموقرة أن تتنحى عن الأسلوب الاستراتيجي، وتتجه، قليلاً، إلى ناحية الحلول العملية، مع مواصلة استراتيجياتها، التي انتقدناها كثيراً، وها أنت، أخيراً، تشاطرنا الرأي يا صاحب المعالي.
على مستوى هذه الزاوية، قد تم طرح موضوع الإسكان غير مرة، وعلى فترات مختلفة، وللأمانة، لو يتم مراجعة سلّم الزمن لتبين حجم المشكلة لدى وزارة الإسكان ودورانها في دائرة مغلقة، هي دائرة التخطيط النظري والاستراتيجيات.
يا صاحب المعالي، كما كنت شجاعاً في الاعتراف بإخفاقات برامجكم، نأمل أن تكون لديك ذات الشجاعة للنزول إلى الميدان وتطبيق الحلول العملية، ولا يمنع أن تعترف بالإخفاق، مرة أخرى، إن هي أخفقت، لا سمح الله، المهم أن نخرج من هذه الدائرة، ولعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً.
حل مشكلة الإسكان لدينا، بعد الاعتراف بإخفاقات برامج الوزارة الحالية، يكمن في بناء وحدات سكنية ملائمة للمواطن السعودي، وتوزيعها بآلية مناسبة.
المهم أن نبدأ عملياً وليس فكرياً.
20 أكتوبر 2016