أظن أن هناك مشكلة مؤرقة لمواطني المملكة، أكثر من مشكلة الإسكان، فهي تلوح في الأفق ثم تختفي ثم تلوح ثم تختفي، وكل ذلك لأنها ليست من كماليات الحياة، بل من ضرورياتها، ولم يعثّر مشكلة الإسكان أكثر من وزارة الإسكان ذاتها.
أتذكر تصريحا مهما لخادم الحرمين الشريفين، كان مضمونه، أن مشكلة توفير السكن للمواطن، من أولويات اهتمامه الشخصي والمباشر، وكانت أكبر معضلة تواجه وزارة الإسكان، حسب تصريحاتها الرسمية، هو عدم وجود مساحات داخل المدن، لسهولة الإمدادات الخدمية، ثم جاء إقرار رسوم على الأراضي البيضاء، ليحل جزءا كبيرا من المشكلة، ومن العذر الذي تتغنى به الوزارة.
حكاية الأعذار الوهمية لم تنته عند هذا الحد، بل جاء العذر المضحك فعلا، بعدم وجود شركات تنفيذية احترافية، تتولى مشاريع الإسكان الضخمة، كل ذلك حسب تصريحات وزارة الإسكان ذاتها، ومن بعدها بقليل، جاءت نتائج الاتفاقيات الاقتصادية التي أبرمت بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر، بأن كشفت عن تعاقدات مع مجموعة من الشركات المصرية المتخصصة في مشاريع الإسكان، لكن لا شيء نراه على أرض الواقع.
المضحك المحزن في الموضوع كله، أن الوزارة ما زالت تراسل مستفيديها، وعلى جوالاتهم الخاصة، بضرورة تحديث المعلومات خلال موقع إسكان، طوال عامين وأكثر، من التحديثات، ولا شيء في الأفق.
ما الذي تملكه الوزارة الآن لمستفيديها، بعد أن ملؤوا النماذج والخانات واختاروا المنتجات السكنية، موافقين في ذلك كل اشتراطات الوزارة التي لا تنته.
ما الذي يملكه وزير الإسكان الآن وليس سابقا، ليقدمه لمئات الآلاف من المنتظرين على رصيف الأمل، ولم يبق إلا أن يمدوا أيديهم قائلين:
بيت لله يا محسنين.
9 سبتمبر 2016