بعد حوار ولي ولي العهد مع الأستاذ دواد الشريان تأكد الجميع أن التغير الجوهري في حياة السعوديين قادم لا محالة، سنترك طرائق عيش لندخل طرائق عيش لم نختبرها من قبل.
من يرجو بقاء الأمور على حالها أو يظن أن التغير سيترك له ما ألفه سيجد نفسه بعد سنوات قليلة يعيش في مكان غير صالح للعيش.
أسئلة متعددة طرحها الأستاذ داود الشريان، وأجوبة قدمها ولي ولي العهد بشكل موسع هنا ومختصر هناك. أجوبة تحرض على قراءات على مستويات متعددة.
أثارني منها سؤال القدية بوصفه متعدد الأغراض والتوجهات والنوايا. ما الذي يعنيه أن يسابق مشروع القدية مشروعات تهم الناس مباشرة وعاجلة مثل الإسكان. هذا السؤال يتوفر على كل شيء تريده. حسن نية، وجهة نظر اقتصادية، دين، وخبث أيضا.
ثمة فئة لا علاقة لها بمصالح الناس وحقوقهم، هدف هذه الفئة تعطيل الترفيه وتشويه مفهومه كما سعوا من قبل إلى تشويه الابتعاث وخروج المرأة للعمل الخ.
خبرتي الاقتصادية لا تسمح لي أن أبني وجهة نظر اقتصادية يمكن الدفاع عنها علميا. لكن معادلة واحد زايد واحد يساوي اثنين لا تحتاج إلا إلى شهادة أولى ابتدائي.
من السهل إقناع الإنسان البسيط بالقول إن تضع الحكومة الأموال التي سوف تصرفها في بناء متنزه القدية في مشروع إسكاني. في الشكل الظاهري ينطوي هذا الكلام على منطق. أريد بيتا أسكن فيه لا ملعبا أركض عليه.
لكن هؤلاء لم يسألوا أنفسهم وبعضهم لا يريدنا أن نسأل: كيف أستطيع تأمين مصدر خبز دائم إذا لم أؤسس مخبزا.
إذا أخذت أموال استثمار القدية وبنيت بها مساكن كيف أضمن أن تحصل الأجيال القادمة على مساكن أيضا. هل نعيش إلى الأبد تحت رحمة أسعار البترول المتقلبة والناضبة. جوهر صراع الأمير: تقويض ثقافة الريع وبناء ثقافة العمل والإنتاج ريع البترول يعاد تدويره وتوظيفه لا استهلاكه.
القدية مشروع استثماري قبل أن يكون مشروعا ترفيهيا عشرات المليارات تخرج سنويا من المملكة للبحث عن الترفيه. هذه المليارات التي نتبرع بها للدول الأخرى سنويا ليبنوا بها بيوتا لمواطنيهم نحن أولى أن نبني بها بيوتا لمواطني اليوم ومواطنينا من الأجيال القادمة وإلى الأبد.
مشروع القدية يستحق أن يأخذ الأولوية على بقية المشروعات الاستراتيجية لأنه سهل التنفيذ وسريع الإنجاز والزبون جاهز (عائلتي وعائلتك).
مشكلة رؤية 2030 أنها في صراع مباشر مع قوتين متغلغلتين في المجتمع ومتحالفتين القوى الانكفائية، والقوى المستفيدة من ثقافة الريع الكسولة بيد أني على ثقة أن الوطن سوف ينتصر.