5 نوفمبر 2015
كثر الحديث عن المبالغ التي ستتوفر من تحصيل ما سُمِّي برسوم الأراضي البيضاء في بلادنا. وقرأتُ توقّعات كثيرة لهذه المبالغ، أحسبها مبالغًا فيها، ولا تستند إلى حقائق علمية راسخة، إذ (على حدّ علمي) لم يطّلع على هذه اللائحة، أو هذا النظام سوى قلة من ذوي العلاقة.
وفي إحدى الروايات قِيل إن مقدار هذه الرسوم قد يصل إلى 250 مليار ريال! وَيْحَكُم يا (قماعة)! لو افترضنا أن معدل الرسوم سيبلغ 5% من إجمالي قيمة هذه الأراضي البيضاء (بلون اللبن)، فإن ذلك يعني أن قيمة هذه الأراضي ستزيد عن 5 تريليونات ريال، أي 5 وعلى يمينها 12 صفرًا! هذه القيمة للمعلومية تعادل تقريبًا ضعفي الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. هل يُعقل ذلك؟ مستحيل قطعًا! ورقم الرسوم المزعوم يساوي ثلث ميزانية المملكة تقريبًا. وهو رقم يتجاوز قيمة جميع الصادرات غير النفطية للمملكة!
هذا الرقم سيغطي حتمًا أي عجز محتمل في ميزانية المملكة من الآن فصاعدًا، شريطة أن تصح هذه الأرقام، ولا أحسبها صحيحة. وتلك مشكلتنا الأزلية المتمثلة في المبالغة المفرطة. خذوا مثلاً أرقام الوظائف التي يدندن حولها المدندنون بلا توقف. قطاع (أ) سيُوفِّر مليون وظيفة، وقطاع (ب) سيُوفِّر نصف مليون وظيفة، وقطاع (ج) ثلثمائة ألف وظيفة. هكذا يُقضى على البطالة بجرّة أقلام (المبالغة) غير المنضبطة.
مرحبًا برسوم الأراضي إذا كانت ستنساب الأموال منها كما ينساب الماء من الوادي!
مرحبًا بهذه الأرقام الفلكية (الخرافية) التي تدير الرؤوس، وتسر الخواطر، وتفرح القلوب! بس لو كانت صادقة! أو حتى نصفها!
يا قوم كونوا عقلانيين، ومتوازنين، ودعوا المسارعة نحو صنوف المبالغة! الصديق مَن صدَقَكَ لا مَن صدَّقَكَ. ليس من الحكمة رفع سقف الطموحات إلى شواهق خيالية حتى لا يُصاب الناس بخيبة أمل كبيرة، إذا تبيّن أن قراءة الواقع الفعلي مخالفة لقراءة صاحبنا المتمدّد على أريكته، يسلق الأرقام سلقًا، وكأنه على سباق مع الزمن، وبلا أي أدوات تؤكّد المزاعم، ولا أدلة تثبت صحة البشارات.
أخشى ما أخشاه أن تكون فعلاً أوهامًا، وأضغاث أحلام!!
مرحبًا بهذه الأرقام الفلكية (الخرافية) التي تدير الرؤوس، وتسر الخواطر، وتفرح القلوب! بس لو كانت صادقة! أو حتى نصفها!
يا قوم كونوا عقلانيين، ومتوازنين، ودعوا المسارعة نحو صنوف المبالغة! الصديق مَن صدَقَكَ لا مَن صدَّقَكَ. ليس من الحكمة رفع سقف الطموحات إلى شواهق خيالية حتى لا يُصاب الناس بخيبة أمل كبيرة، إذا تبيّن أن قراءة الواقع الفعلي مخالفة لقراءة صاحبنا المتمدّد على أريكته، يسلق الأرقام سلقًا، وكأنه على سباق مع الزمن، وبلا أي أدوات تؤكّد المزاعم، ولا أدلة تثبت صحة البشارات.
أخشى ما أخشاه أن تكون فعلاً أوهامًا، وأضغاث أحلام!!