كم واحد منا تمنى وهو يتابع منذ صغره أفلام الخيال العلمي عن مدن كل ما فيها تستطيع أن تتحكم فيه بضغطة زر، مدن حضرية متكاملة حسنة التخطيط، يعيش المواطنون في مجتمع يقوم بحماية البيئة واستدامتها بنفسه ويختفي فيه هدر الطاقة والماء وتنعدم فيه الجريمة، كل ما فيه إلكتروني ولا وجود فيه للعملات الورقية ويتمتعون بجميع أنواع الاختراعات المستقبلية.
واليوم هناك الكثير من المدن الذكية التي تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة هي زيادة الاستدامة، وتحسين حياة المواطن، والنمو الاقتصادي، وهو ما يعرف بخط القاع الثلاثي!!
تعتقد الأغلبية أن مصطلح المدن الذكية المتداول كثيرا هذه الأيام مقتصر فقط على التكنولوجيا، حيث هناك الهاتف الذكي، والتلفزيون الذكي، والسيارة الذكية، والمنزل الذكي. لكن “الذكاء” في عالم اليوم أصبح بحجم كرة كبيرة تتدحرج لتضم مدنا بكاملها في عصر باتت فيه تقنية المعلومات والاتصالات ركنا أساسيا في حياتنا اليومية، فواقع تلك المدن أشمل وأعم، إذ يجب كي تكون المدن ذكية أن تتوافر فيها ستة أنواع من الذكاء: الاقتصاد الذكي، الأشخاص الأذكياء، الحوكمة الذكية، النقل الذكي، البيئة الذكية، الحياة الذكية، تكمل بعضها وتنتج مصطلحا جديدا شاملا يسمى المدن الدائرية بحيث ترتبط المنازل والمصانع والبنى التحتية ببعضها بعضا في منظومة واحدة!
كشف تقرير حديث للأمم المتحدة أن 70 في المائة من سكان العالم سيقطنون في المناطق الحضرية بحلول عام 2050. وهناك توقعات كبيرة بأن تستحوذ دول مجلس التعاون الخليجي على أحد أعلى معدلات التجمع السكاني في المناطق الحضرية على مستوى العالم بنسبة تراوح بين 80 في المائة و100 في المائة.
ومن أذكى المدن القائمة حاليا، مدينة مصدر الإماراتية، التي تقع في صحراء أبو ظبي صممت لتكون واحدة من أهم مدن العالم الذكية والصديقة للبيئة والمستدامة، بها محطة للطاقة الشمسية ويتم توليد التيار الكهربائي بواسطة مزارع الرياح، ما يجعلها خالية من أي تلوث بيئي، كل شيء في المدينة حتى النفايات محسوبة ومراقبة، وهي صديقة للمشاة أيضا، وتعتمد على نظام نقل كهربائي للسير تحت الأرض، ويسمى نظام بي آر تي وخالية من السيارات.
ولنحول مدننا إلى مدن ذكية لا بد من تضافر الجهود الحكومية والصناعية إضافة للمبادرات المستقلة.
المصدر: http://www.aleqt.com/2016/05/20/article_1056049.html