خاص: حديث العقار
كشفت دراسة عن أن تنامي العشوائيات في مدينة جدة؛ سيؤدي إلى زيادة معدل الجريمة، معتبره العشوائيات القنبلة الموقوته التي ستنفجر في أي لحظة، فكانت ولازالت الهاجس الأكبر لأهالي منطقة جدة.
وأوضحت الدراسة، أنه لضمان نجاح برنامج جدة بلا عشوائيات، لابد من الإستفادة الدعم الحكومي، وتشكيل شراكات بين القطاع العام والخاص، وتوفير حل إسكاني مقبول ميسر للمواطنين، وتنفيذ استراتيجيات تجديد الأحياء العشوائية غير المخططة.
لعل أبرز الأماكن العشوائية الموجودة بحي جدة، السبيل النزلة اليمانية، والبلد، والقريات.
أزقة ودهاليز ومنزل متشابكة
فإذا وطأت قدامك على إسفلت جامد يصعب اختراقه، وشاهدت إناساً لايرون النور، ولا يعرفون شيئاً عن التطور، كما يقولون، وأزقة، ودهاليز مظلمة موحشة قد لا يصلها النور؛ بسبب تشابكها وضيقها لدرجة أن شخصين لا يستطيعان المرور فيها سويًا، ومنازل عتيقة تحكي حكاية حي عتيق، ومنازل ملتصقة ببعضها البعض لايصل الضوء إليها، وروائح كريهه، واحتلاط مياه الصرف الصحي بالمياه العادية…إنتبه فأنت الأن في “حي السبيل”…
الحي الذي يمثل جزءاً من هوية جدة، بل كل هوية جدة كما يؤكد ساكنية، فقبل أكثر من 60 عاماً تقريباً قدم الملك عبدالعزيز – يرحمه الله سبيلا لساكنيه ليحمل هذا الحي بعد ذلك أسم ” حي السبيل”.
حي المشاهير وثقافة المنتصف وقنطرة الماضي للحاضر
عاش في هذا الحي العتيق الكثير من كبار الفنانين ورجال الأعمال، والرياضيين، وفي هذا الحي أيضا تتواجد مدبغة السبيل التي تورد الجلد إلى لبنان وتركيا، ومبنى قصر العمدة النحاس، اشهر أهالي السبيل رحمه الله، وبقايا بازان والذي تحول اليوم إلى ملعب وجلسات للشباب، وحارة المليون طفل، ومركاز عيسى الموسى فهو اكبرساحة داخل الحي.
ورغم تاريخ هذا الحي العتيق، الذي يوصف بأنه ثقافة المنتصف في جدة، وقنطرة الماضي إلى الحاضر وأسماء ماتزال محفورة في ذاكرة الجميع؛ الإ أنه تحول إلى أوكار للعبث والمخدرات.
أهم الأحياء العشوائية بجدة
وصرح عمدة حي السبيل محمد فرحان، بأن الحي يحتاج إلى عملية تطوير كبيرة، ويعتبر هذا الحي هو أهم الأحياء العشوائية بجدة، وأمانة جدة بدورها قد سهلت إجراءات صرف التعويضات لبعض أصحاب العقارات التي يشملها مشروع توسعة الشوارع، والأحياء بعد حصرهم وإشعارهم بضرورة المراجعة منذ وقت مبكر، وهناك عقارات لم يشملها المشروع لا تزال تحتاج للنظر في وضعها.
أفارقة وأسيوين وإيجارات زهيدة
وبحسب احصائية صادرة لأمانة جدة فأن الوافدون الأفارقة والأسيوين والعرب يشكلون 95% من سكان حي السبيل، ليصبح هناك خليط متباين لثقافات واعراق، ويصبح هذا الحي عنوانًا للعشوائية، والتوسع الرأسي غير المنضبط، وملاذًا لعدد من المتسيبين والمنحرفين من أرباب السوابق والمدمنين، ليصبح هذا الحي من أخطر الأحياء العشوائية بجدة، ويساهم في ذلك شوارعه الضيقة، وعشوائتة المفرطة، ومنازله القديمة ذات الايجارات الزهيدة، والتي استقطبت العديد من المخالفين للأنظمة في وقت يرفض فيه المواطنون السكن في البيوت المتهالكة التي تشكل خطرًا داهمًا على حياة سكانيها، وتنطلق من أزقته أخطر الجرائم، ويتمدد الورم الخبيث في أوصال هذا الحي العتيق ليصبح بيئة جاذبة للجريمة.
شؤون المناطق العفوية
وبحسب تصريحات إدارة الإعلام بأمانة جدة، فأن هناك إدارة متخصصة وتسمي بإدارة شؤون المناطق العفوية تكمن مهامها في تطوير المناطق العشوائية، وتوفير الخدمات البلدية والمرافق العامة بإستخدام نظم المعلومات الجغرافية، لتوفير الخرائط والمعلومات، وقاعدة بيانات شاملة عن الجوانب العمرانية والأمنية والاجتماعية والبيئية، والأمانة بدورها استقبلت أوراق ملاك حي السبيل؛ تمهيداً لتطويره بشكل كامل بعد إزالته وإعادة تخطيطه ضمن مشروع منطقة خزام.
وأفادت شرطة جدة بأن الجهود الأمنية مستمرة لمكافحة الجريمة، والتنسيق مع الجهات المعنية لتطوير حي السبيل، ورصد السلبيات الموجودة به، لإيجاد بيئة سكن مناسبة.