أكد عدد من خبراء القطاع العقاري أنه رغم تراجع حجم المبيعات في دبي، الإ انه من المنتظر أن يضمن إجراء تغييرات هيكلية في السوق العقاري بدبي، مثل تشديد القواعد التنظيمية، وتراجع أعداد المضاربين، للشركات المطورة مواجهة الأزمة بسلام وألا يتكرر سيناريو 2008، بحسب وكالة رويترز.
وشهدت أسعار العقارات في دبي تقلبات خلال العشرة الأعوام الأخيرة أكثر مما شهدته مناطق أخرى، وتقدر شركة “كلاتونز” للاستشارات العقارية، أن أسعار العقارات السكنية في الإمارة تراجعت 50% من الذروة التي بلغتها نهاية الربع الثالث 2008 إلى منتصف 2009، وسجلت تراجعاً آخر أوائل 2010، وعاودت الأسعار ارتفاعها خلال 2011 في أعقاب تدفق أموال وأعداد الوافدين، لتقترب من ذروتها نهاية 2008، حيث لا يفصلها عنها سوى 18%.
واعتبرت وكالة “سي.بي.آر.إي”، أن العوامل التي تدفع أسواق العقارات نفسية بقدر ما هي العرض والطلب، مشيرةً إلى انخفاض مبيعات الوحدات العقارية بدبي 19%، وهبوط قيمة المبيعات الإجمالية 24% خلال 2015، وضاعفت دبي رسوم الصفقات العقارية، وفرضت شروط إيداع أكثر تشدداً على المقترضين للأغراض العقارية، ورغم أن هذا كان له دوره في التراجع الحالي، فإن ما نتج من مشاكل عن هذه القيود قصيرة الأجل، ربما يقلل بنهاية المطاف التقلبات عبر تقليص المضاربات.
ويتنبأ معظم المحللين بأن استضافة دبي لمعرض “إكسبو 2020″، ستساهم في تحسن سوق العقارات السكنية خلال الاثنى عشر شهراً القادمة، كما تعد الاتجاهات السكانية مواتية أيضاً، إذ من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان المدينة ليصل إلى خمسة ملايين نسمة بحلول 2030.
وقالت “سي.بي.آر.إي” إن الأجانب كانوا يمثلون أربعة أخماس القيمة الإجمالية للمشتريات العقارية في دبي العام الماضي، والهنود والبريطانيين والباكستانيين من بين أكبر المشترين الأجانب، وارتفع الدولار بنحو الخمس مقابل اليورو والجنيه الاسترليني منذ منتصف 2014، وكذلك تراجعت الروبية الهندية، ما جعل عقارات دبي أغلى ثمناً للمشترين المحتملين من أصحاب هذه العملات، لكنه عوض أيضاً انخفاض قيم العقارات للملاك الحاليين، ممن ينتمون للأسواق التي تستخدم فيها هذه العملات.
بحسب مجلة “فوربس” الأميركية، فأنه تعد دبي واحدة من أكثر الوجهات استقطاباً للمستثمرين العقاريين على مستوى العالم، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن عقارات فاخرة تحقق لهم عوائد عالية، وأوضح تقرير نشرته المجلة، أن المستثمرين العقاريين العالميين لا يزالون يفضلون كثيراً تركيز استثماراتهم في مشاريع العقارات السكنية الضخمة، لا سيما داخل المدن العالمية التي تتمتع بسوق عقارية نشطة وتعتبر وجهات رئيسية لهم، مثل دبي، ولندن، وهونغ كونغ، ونيويورك، وموناكو، وباريس، وفق صحيفة “الخليج”.
وأضافت “فوربس” أن السوق العقارية في معظم المدن العالمية لا يزال الأكثر تفضيلاً بالنسبة للمستثمرين العالميين، مشيرة إلى الأبحاث الصادرة مؤخراًعن مؤسسة الاستشارات العقارية العالمية “سافيلز” ومؤسسة “إكس ويلث” المتخصصة في الثروات، تؤكد نمو رغبة المستثمرين بالتوجه نحو قطاع العقارات.
فيما كشف دليل العقارات العالمية، والذي يجمع ويحلل أداء أسعار العقارات في الاقتصادات الكبرى حول العالم، أن العائد على الاستثمار في دبي يصل إلى 7.21% مقابل 2.82% فقط في هونغ كونغ.