أفادت تقارير عقارية أنه من المحتمل حدوث انهيار لقطاع العقارات الذي يستقطب أعداداً كبيرة من المستثمرين من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك كبار المستثمرين الخليجيين في بريطانيا، لذا فمن المقرر أن يجري استفتاء عام في بريطانيا يوم الثالث والعشرين من شهر يونيو الحالي ليقرر الناخبون ما إذا كانت بريطانيا ستبقى في الاتحاد ام ستغادر، فيما يدعم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير خزانته جورج أوزبورن البقاء في الاتحاد الأوروبي بينما يؤيد قادة آخرون في حزب المحافظين الحاكم الانفصال عن الاتحاد الأوروبي في أقوى وأكبر انقسام يشهده المحافظون منذ سنوات.
وبحسب التقارير فأن القطاع العقاري في بريطانيا يعتبر واحداً من اهم القطاعات الجاذبة للمستثمرين الأجانب من مختلف أنحاء العالم، خاصة في أعقاب تماسك أسعار العقارات خلال الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت أواخر العام 2008، وخلال أزمة الديون السيادية الأوروبية التي نشبت في أواخر العام 2010.
ويُعتبر المستثمرون الخليجيون الأهم بالنسبة لقطاع العقارات في بريطانيا، حيث تمتلك صناديق استثمار سيادية وخاصة، ومحافظ استثمارية كبرى، أضخم العقارات وأغلاها ثمناً في وسط العاصمة البريطانية لندن، في الوقت الذي تتحدث فيه العديد من المصادر في السوق عن قلق في أوساط المستثمرين الخليجيين من انهيار في الأسعار في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب عقاريون فإن حركة الشراء من المستثمرين الخليجيين تباطأت بصورة واضحة منذ عدة شهور، فضلاً عن أن “السوق عموماً يشهد ركوداً بانتظار تحديد مصير العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي”، على حد تعبيره.
فيما أظهر تقرير صادر عن شركة “نايت فرانك” العقارية، واطلعت عليه “العربية نت” أن أسعار العقارات في المناطق الساخنة بوسط لندن والتي تعتبر وجهة للمستثمرين الخليجيين هبطت خلال عام واحد بنسب تتراوح بين 3.5% و7.5%، مشيراً التقرير الى أن مناطق مثل “نايتسبريدج” و”ساوث كينزينغتون” و”تشيلسي” هي الأكثر تأثراً، وهي المناطق الأغلى في لندن على الاطلاق، وربما تتضمن أغلى الأسعار على مستوى القارة الأوروبية بأكملها.
وبحسب تقرير منشور في بريطانيا فان 20% من مشتري العقارات لأغراض الاستثمار والتأجير (buy to let) خلال العام 2015 كانوا من دولة الامارات العربية المتحدة، وهو ما يكشف حجم الاستثمارات الخليجية الضخمة في بريطانيا.
وإلى جانب التدهور المتوقع في سوق العقارات البريطاني في حال الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، فان التقديرات تشير الى هبوط حاد في سعر صرف الجنيه الاسترليني، حيث تقول أحدث التوقعات بأن العملة البريطانية سوف تهوي بنسبة تصل الى 20% أمام العملات الأخرى في حال غادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيؤثر تبعاً لذلك على مختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد.