تراجعت أسعار طن حديد التسليح إلى 1850 درهماً للحديد الإماراتي و2200 درهم للحديد القطري بعد ارتفاع استمر 3 أشهر لامست فيه أسعار الطن 2500 درهم.
وأرجعت شركة حديد الإمارات وتجار ومقاولون أمس التراجع المفاجئ إلى سبيين أولهما تراجع أسعار المواد الخام بنسب تراوحت بين 30% للسكراب و25% للبلت، وثانيهما تراجع حجم أعمال المقاولات والإنشاءات خلال أشهر الصيف، وتوقعوا استمرار تراجع أسعار حديد التسليح خلال شهري يوليو الجاري وأغسطس المقبل بقيم تتراوح بين 50 – 100 درهم، فيما يتوقع أن ترتفع الأسعار بعد عطلة عيد الأضحى حيث ينشط قطاع المقاولات ويزيد الطلب على الحديد.
وبحسب تجار فأن أسعار الخرسانة المسلحة زادت بنسبة 7.3% خلال النصف الأول من العام الجاري، مشيرين إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه الزيادة هو ارتفاع سعر طن حجر الأجرجيت المستخدم في مشاريع المقاولات بنسبة 20%، بينما استقرت أسعار الإسمنت والأخشاب المستخدمة في القطاع.
وشهدت أسعار حديد التسليح تذبذباً كبيراً بين الارتفاع والانخفاض خلال النصف الأول من العام الجاري. ووفقاً لدراسة إحصائية أعدتها شركة تراست للمقاولات في أبوظبي فقد وصل سعر طن حديد التسليح الإماراتي والتركي في 3 يناير إلى نحو 1495 درهماً لكل نوع بينما وصل سعر طن الحديد القطري إلى 1500 درهم.
واستقرت الأسعار حتى أول مارس لترتفع إلى 1595 درهماً في 13 مارس الماضي وتواصل الارتفاع في 9 أبريل إلى 1790 درهماً. ووصلت لأقصي ارتفاع لها في 19 مايو الماضي لتسجل 2425 درهما ثم بدأت في التراجع إلى 2300 درهم مع بداية يونيو.
ووفقاً لدراسات أعدتها شركة حديد الإمارات والشركة العربية لمواد البناء في أبوظبي فإن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار حديد التسليح تمثل في ارتفاع أسعار طن الحديد الخام في الأسواق العالمية 40% منذ بداية مارس حيث ارتفعت من 40 دولاراً لطن الحديد الخام إلى 60 دولاراً. كما ارتفع سعر طن الخردة (السكراب) 20% حيث وصل إلى 225 دولاراً مقارنة بسعر 188 دولاراً.
وأكدت التقارير أن تزايد أسعار المواد الخام عالمياً كان مرده خطة الدعم الكبيرة التي أقرتها الصين لمنتجها من الحديد بما أدى إلى تقليص حجم الفائض منه عالميا. وكان من الممكن أن ترتفع أسعار طن حديد التسليح في الأسواق المحلية لتلامس 3 آلاف درهم لولا تدخل شركة حديد الإمارات بضخ كميات إضافية للحفاظ على استقرار السوق وتوفير متطلباته.
ومنذ بداية أبريل الماضي قررت شركة حديد الإمارات ضخ 30 ألف طن إضافية من إنتاجها في السوق المحلي لترفع حصتها داخل السوق المحلي من 120 ألف طن إلى 150 ألف طن شهريا بينما تصدر الكميات المتبقية والبالغة 30 ألف طن إلى الأسواق الدولية. وأدت الكميات الإضافية التي تضخها الشركة إلى رفع حصتها في السوق المحلية إلى 94% من إنتاجها الشهري بدلا من 76%..
ورفعت الشركة إنتاجها الموجه للسوق المحلي خلال شهري مايو ويونيو الماضيين إلى 160 ألف طن من إنتاجها الشهري البالغ 170 ألف طن للسوق المحلي بينما خصصت الكميات المتبقية التي لا تزيد عن 10 آلاف طن للأسواق الخارجية.
ومع أواخر يونيو، بدأت أسعار حديد التسليح التراجع مرة أخرى لتصل إلى 2300 درهم في النصف الثاني من الشهر، وواصلت التراجع إلى أن وصلت أمس إلى 1850 درهماً.