على الرغم من أهمية مشاريع الوحدات السكنية التي تنفذها وزارة الإسكان حاليا كأحد الخيارات المهمة لتوفير السكن المناسب للمواطنين، إلا أن المخاوف تبقى موجودة بشأن الجودة التي ستنفذ بها هذه المشاريع. ولاشك أن هذه المخاوف لاتنبع من فراغ وإنما نتيجة الكثير من السوابق المتعلقة بالمشاريع المجمعة، حيث تبرز مشاكل الصيانة قبل استلام هذه المشاريع، والشواهد لاتزال ماثلة للعيان في جازان وشرورة وغيرها، ومن هذا المنطلق وجب على وزارة الإسكان الحذر فن استلام مشاريعها من المقاولين إلا وفق ضوابط محددة. ومن جهة أخرى فإنه مما لاشك فيه أن هذه المخاوف تجسد بلاشك الأزمة الأعمق التي تعاني منها المملكة، وهي تعثر وسوء إنجاز غالبية المشاريع بمعايير دون المتفق عليها. وقد كشفت الكثير من الدراسات أن العمر الافتراضي للكثير من المشاريع في المملكة أقل من الدول الأخرى، وهو ما يستدعي الاهتمام بضرورة التركيز على عنصر الجودة في التنفيذ، فضلا عن رفع كفاءة الأجهزة الرقابية في الإدارات الحكومية حتى نصل إلى المستوى المأمول في معدلات الإنجاز، وبدون ذلك فإن الاستمرار على هذا المنوال يعتبر خسارة اقتصادية واجتماعية ونفسية للمواطن، وهدرا لأموال الوطن التي يجب أن يحافظ عليها الجميع.
13 أكتوبر 2014