بدأت ولله الحمد مشاريع رائدة في النقل العام في مدننا الرئيسية، لتسهم إن شاء الله في حل مشاكل عديدة وعلى رأسها الاختناقات المرورية التي بلغت مستويات أثرت بشكل واضح على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتعليمية في هذه المدن، ولتعظيم القيمة المضافة لهذه المشاريع الرائدة، ولكونها تشكل شبكة ربط هامة بين جميع اجزاء هذه المدن من خلال خطوط النقل ومحطات تنتشر في معظم أحياء المدن مما يشكل فرصة تاريخية قد تسهم بشكل كبير في حلول عديدة على رأسها حل مشكلة الإسكان.
وبالنظر لمدينة كمدينة الرياض فهناك 84 محطة للميترو وقد يزيد العدد لمحطات الحافلات. والمطلوب هنا استثمار مواقع هذه المحطات وتطوير مشاريع اسكانية حولها لرفع الكثافة السكانية بحيث تصبح المحطة هي المركز العام للحي بما توفره من خدمات أساسية، لاسيما وانها سوف تعمل لساعات طويلة وبذلك يتوفر لساكني هذه الاحياء والمشروعات الاسكانية، وسيلة نقل موثوقة تربطهم بجميع اجزاء وخدمات المدينة وقد تغنيهم تماما عن وسائل المواصلات الخاصة مما سوف يرفع من جدوى وكفاءة النقل العام، ويوفر خدمات مريحة ورخيصة ومأمونة وموثوقة لمجاوري هذه المحطات خصوصا اذا تم تطوير مشروعات اسكانية على شكل احياء رأسية (شقق سكنية) تتوفر فيها جميع الخدمات المطلوبة مثل الخدمات التعليمية والصحية والمكتبية والترفيهية وغيرها.
وحيث ان هذه المشروعات سوف ترفع من الكفاءة الاسكانية للأحياء المحيطة، فيمكن ان تؤسس شركة لكل منطقة محيطة بمحطة أو اكثر بقيادة وزارة الاسكان والمجلس الاعلى المشرف على مشاريع النقل العام في كل منطقة يشارك بها أصحاب العقارات المحيطة لتطوير هذه المشروعات الاسكانية وتشغيلها أو أي شكل تطويري مناسب يحقق الهدف المنشود.
*رئيس لجنة الإسكان بمجلس الغرف السعودية