مشكلة توفر مساكن في السعودية المترامية الأطراف معروفة وملموسة ولهذا تحاول الحكومة جهدها أن تتجاوزها.
ولكي تحل قضية الإسكان فلابد من معرفة العناصر المتداخلة ودور كل منها:
أولاً:
وزارة الشؤون البلدية والقروية التي وضعت بحسن نية شروطاً للمطورين بقصد خدمة الأحياء الجديدة. وقد عرضت لذلك بتفصيل في مقالات سابقة.
يكاد يجمع كل من تحدثت معهم من مطورين عقاريين (أفراداً وشركات) أن اشتراط بناء نسبة معينة من المخطط تتراوح بين 20-50% حسب موقع المخطط في النطاقات العمرانية هو السبب الرئيس في تأخر بيع الأراضي في مخططات بملايين الكيلومترات.
أرجو من المسؤولين حذف هذا الشرط واستبداله باقتطاع نسبة من القطع السكنية من كل مخطط (10% مثلاً) لصالح وزارة الإسكان.
وأرى أن تقوم الوزارة بإعادة النظر في إجراءات تحويل الصكوك الزراعية إلى سكنية إذا كانت واقعة ضمن النطاق العمراني.
ثانياً:
العقاريون الذين كان لبعضهم دور سلبي تجلى من خلال مضاربات على أسعار الأراضي بلغت حداً غير معقول. كما أن الكثير من الوحدات السكنية المتوفرة (فلل أو شقق) تفتقر للحد الأدنى من الجودة رغم المبالغة في أسعارها. وللأسف ليس هناك جهة تحمي المستهلك من حشف الوحدات السكنية.
ثالثاً:
وزارة الإسكان التي يفترض فيها أن تقدم الحلول أصبحت جزأً من المشكلة من خلال عجزها عن القيام بحلول على أرض الواقع. أو من خلال تبنيها نظام الأحياء السكنية أو البنايات الكبيرة التي ثبت لدى غيرنا أنها داء اجتماعي سنضطر لدفع ثمنه مستقبلاً.
يجب أن نتجنب وجود أحياء تابعة لوزارة الإسكان، إذ لابد أن تحرص الوزارة على دمج ذوي الدخل المحدود بمجتمعهم من دون وصمة اجتماعية. وأرى الاستعانة بأساتذة علم الاجتماع لأننا أمام بناء مستقبل أمة يجب أن تتوفر لها كل عوامل النجاح.
رابعاً:
المواطنون وهم أصحاب الشأن أو كما يسمى باللغة الإنجليزية ستيك هولدرز Stakeholders لم يسمع لهم صوت ولم يؤخذ لهم رأي. فجاءت اللجان تقرر في شأنهم مع وجود تضارب مصالح لدى بعض أعضاء اللجان. وكما قلت يصعب على من لم يعش مرارة الحرمان أن يدرك أبعاده أو يجد له حلاً.
المواطن تنازل عن أحلامه في بيت كبير ورضي بالقليل فلم يجد إلا القليل من القليل وأحياناً يكون هذا القليل عليلاً. أما المواطن الذي ليس لديه دخل أو دخله محدود ولديه عائلة كبيرة فلا يدري كيف ستستوعبه الحلول.
أنا هنا أمثل مواطناً عادياً يتمنى أن يتبوأ وطنه مقاماً عاليا بين الدول على كافة الأصعدة. ولكن الأحلام لا تتحقق بالأماني وإنما بالعمل الدؤوب.
أزيلوا معوقات السكن قبل التفكير بالحلول..